مصر فی دائرة تواجد داعش | ||
مقدمة من النادر جداً ان تجد شخصاً لا یدرک الاهمیة التی تحظى بها مصر فی العالمین العربی والاسلامی . فعلاوة على تاریخها العریق تعتبر مصر مرکز الافکار السیاسیة والدینیة فی العالم العربی ومصدر الافکار القومیة العربیة خلال العقود الاخیرة . والاهم من ذلک لا یخفى دور مصر الکبیر فی مواجهة العدو الصهیونی فی اواسط القرن الماضی . وإلى جانب هذه الحقائق تعتبر مصر ایضا مرکزاً لنشوء ونمو الحرکات الاسلامیة فی العالم الاسلامی فی العصر الحاضر لاسیما تیار الاخوان المسلمین . ومما لاشک فیه تمثل حرکة الاخوان محور التحرک الایدیولوجی لسائر الحرکات الاسلامیة باعتبارها تضم اکبر قوة بشریة منظمة قیاسا الى باقی الحرکات الاسلامیة سواء المعتدلة منها او الرادیکالیة فی العالمین العربی والاسلامی . وبناءً على هذا لا نکون قد تجاوزنا الحقیقة اذا قلنا ان مصر کانت السباقة والرائدة فی التأثیر على باقی الحرکات الاسلامیة المعاصرة لاسیما فی العالم السنی اکثر من کونها متأثرة بغیرها من الحرکات . جذور التطرف فی مصر یجب الاذعان بأن التطرف متجذر فی الحرکات الاسلامیة الفاعلة فی مصر . والتیار الاصولی الجدید الذی نشأ فی الاساس وتبلور فی منتصف الخمسینات من القرن الماضی کان متأثراً بأفکار سید قطب الذی یعد احد الاقطاب الفکریة للاخوان المسلمین وقد تحمل الکثیر من المشاق فی السجن جراء اعتقاله من قبل حکومة جمال عبد الناصر . وبسبب تأثره العمیق بإعدام الاسلامیین عام 1954 تبنى سید قطب فکر الجهاد باعتباره الرکن السادس من الشریعة الاسلامیة وشدد على ضرورة التمسک بهذا المفهوم فی کتابه المعروف " معالم فی الطریق " وسعى لتعمیقه فی صفوف الاخوان . ومثلت هذه الرؤیة المحطة الاولى للتحول الفکری الجدید الذی تسبب فیما بعد وبشکل تدریجی بحصول انشقاق فی حرکة الاخوان المسلمین وظهور تیارات رادیکالیة متطرفة . وفی الحقیقة ان افکار سید قطب هی التی حددت المسار التاریخی للجماعات الاسلامیة الجدیدة وتلک التی نشأت فیما بعد فی مصر وفی طلیعتها منظمة التحریر الاسلامی المعروفة بالجماعة الاکادیمیة العسکریة ، وجماعة شکری مصطفى المعروفة بجماعة التکفیر والهجرة ، وجماعة الجهاد بقیادة عبد السلام فرج . وکانت هذه الجماعات مصدر تطورات کبیرة فی تاریخ مصر المعاصر . واستلهمت جماعتا " التحریر الاسلامی" و" التکفیر والهجرة " اللتان انشقتا عن الاخوان المسلمین فی اوائل سبعینات القرن الماضی وضمتا فی صفوفهما اعضاءً مخضرمین من هذه الحرکة ؛ استلهمت افکارهما الرادیکالیة من حسن البنا وسید قطب. وکانت جماعة التحریر بقیادة صالح سریة تمثل رأس الحربة فی مهاجمة الحکومة ، فیما قامت جماعة التکفیر الى جانب مهاجمتها السلطة بانتقاد المجتمع ایضا ووصفه بأنه مجتمع جاهلی ، فی حین صنفت جماعة شکری مصطفى التی تبنت افکاراً وایدیولوجیة متشددة المجتمعَ الاسلامی الى صنفین ؛ مؤمن وکافر ، وحتمت على " الکافر " الالتحاق بالمؤمن . اما منظمة الجهاد التی تأثرت بأفکار عبد السلام فرج صاحب کتاب " الفریضة الغائبة " فإنها وخلافا لجماعة الکفیر نفذت الى عمق المجتمع والى داخل مؤسسات الجیش والدولة . وقد اصدر الشیخ عمر عبد الرحمن الزعیم الروحی لهذه المنظمة فتاوى اجازت لاتباعها تنفیذ عملیات "جهادیة " ضد السلطات . وبلغت هذه العملیات ذروتها بإغتیال الرئیس الاسبق انور السادات على ید الملازم خالد الاسلامبولی فی تشرین اول / اکتوبر عام 1981 . کما اعلن عبد السلام فرج فی کتابه " الفریضة الغائبة " صراحة ان الجهاد المسلح ضد الحاکم الجائر یمثل الرکن السادس من الشریعة وهو أمر واجب الاتباع طبقا للآیات القرآنیة وکتابات ابن تیمیة وابن حزم وابن کثیر وسید قطب . ومن خلال الاشارة الى بعض ما ورد فی هذا الکتاب یمکن التعرف على جذور التطرف فی المجتمع المصری . ومن بین ذلک ما یلی : 1- بما ان قوانین الدول الاسلامیة مأخوذة من الدول الکافرة ، فیجب على المسلمین الحقیقیین اعلان الجهاد ضد هذه القوانین والقادة الذین یعملون بها والذین تتلمذوا على ید الغرب . 2- یجب التعامل مع زعماء المسلمین الذی لا یعملون باحکام وتعالیم الاسلام على انهم مرتدین وإن ادعوا الانتماء للاسلام ، فالارتداد هو اعلى مراتب الذنب والمعصیة . 3- التعاون مع أی حاکم کافر حرام ویجب قتله وإن ادعى الانتماء للاسلام . 4- الجهاد المتواصل ضد الحکومة الکافرة یمثل اعلى مراتب التزام المسلم الحقیقی بمسؤولیاته وتعد المواجهة المسلحة هی الصورة الوحیدة المعبرة عن هذا الجهاد . 5- الجهاد عبر الطرق السلمیة من قبیل اطلاق الشعارات وتشکیل الاحزاب السیاسیة او الهجرة لا یعبر سوى عن الخوف والحماقة ، فالاسلام لا ینتصر الا من خلال السلاح . 6- یجب الجهاد اولا ضد الکفر الداخلی ومن ثم ضد الکفر الخارجی ، والامیة وعدم المعرفة لا یمکن ان تکون ذریعة للفرار من الجهاد . ویشیر عبد السلام فرج الى ان هذه الرؤیة التی اوردها فی کتابه " الفریضة الغائبة " استقاها بشکل مباشر من القسم الرابع لکتاب " الجهاد " لإبن تیمیة فی معرض اجابته عن سؤال وجه الیه حول وضعیة مدینة " ماردین " الواقعة فی ترکیا الحالیة قرب الحدود السوریة والتی تقع فی ارض اسلامیة ولکن یحکمها حاکم کافر ، وعما اذا کانت هذه المدینة تحتسب ضمن دار الاسلام ام دار الحرب ؟ فیقول ابن تیمیة ان وضعیة هذه المدینة هی مزیج من الحالتین ولهذا یجب على مسلمیها الجهاد ضد الخارجین عن الشریعة . وبناء على ذلک لا یبقى مجال للشک بأن ما قام به الملازم خالد الاسلامبولی ورفاقه باغتیال " فرعون مصر " انور السادات نابع من تلک الفتوى والتی تعبر فی نفس الوقت عن رد الفعل تجاه الوضع الاجتماعی الذی کان سائداً فی مصر فی تلک الفترة . وبعبارة اخرى یمکن القول ان الاجراءات العنیفة التی تلجأ لها الجماعات المتطرفة باغتیال القادة او الاشخاص العادیین فی المجتمع تمثل ابرز اوجه ردود الفعل تجاه الوضع الاجتماعی المتأزم الذی یعانی فیه الشعب من الاهمال والقمع والاحتقار . ومن هنا یمکن القول ان بروز ظاهرة التطرف التی یمثلها تنظیم داعش الارهابی فی السنوات الاخیرة هی تکرار لما حصل من رد فعل تجاه الوضع الذی کان سائداً فی منتصف القرن الماضی . ما یتعلق بداعش على الرغم من ان التطرف لا یعد مذهباً فکریا ولیس لدیه خلفیة فلسفیة وحاله حال الاعتدال الذی هو عبارة عن طریقة وردة فعل صرفة، ولکن فیما یتعلق بداعش یجب الاخذ الاعتبار بأن هذا التنظیم یمتلک خلفیة فکریة . والفلسفة السیاسیة لهذا التنظیم تهدف الى تشکیل ما یسمى بدولة الخلافة وهی تحظى بجاذبیة " ثوریة" لدى الشباب " المتدین " فی الوسط السنی . والأمر الآخر ان ما یسمى بالدولة الاسلامیة فی العراق والشام او ما یطلق علیه بـ " داعش " والتی تسمی نفسها اختصاراً بـ " الدولة الاسلامیة " والذی تبلور کتیار " اسلامی " متطرف فی العراق وسوریا یمثل فی الحقیقة انبثاقاً لحالة خاصة ناجمة عن الاجواء الحاکمة فی منطقة الشرق الاوسط اثر التطورات التی شهدتها هذه المنطقة فی السنوات الاخیرة . وقد ساهمت عدة عوامل فی نمو هذا التیار الارهابی المتطرف . وبنظرة شاملة الى الاحداث یمکن القول ان التیار المتطرف والرادیکالی المنتشر حالیا فی منطقة الشرق الاوسط ومن ضمنه تنظیم داعش ذو منشأ ثقافی وسیاسی . وان انتشار هذه الظاهرة ما هو الا نتاج لحالة السخط التی تکنها الجماهیر للهیاکل السیاسیة الحاکمة التی لا تسمح لسائر القوى والشرائح الاجتماعیة لاسیما الشباب بالمشارکة فی الادارة السیاسیة للبلد ، اضافة الى الوضع المعیشی المأساوی والفساد المالی والتمییز الذی تعانی منه هذه الشرائح والذی زاد من وتیرة هذه الظاهرة . وفی ظل هذه الظروف وما رافقها من سحق لکرامة الانسان لجأت القوى الشعبیة التی عانت من الضیاع للاحتماء بالتیارات المتطرفة . وبطبیعة الحال کان للاحتلال الاجنبی من جهة والتحرکات الداخلیة لبعض الکیانات العربیة المتهرئة والمتبقیة من الانتفاضات الشعبیة من جهة اخرى دور مؤثر جداً فی هذا المجال من خلال رکوب موجة المطالب المشروعة والتوسل باسالیب منحرفة لاستغلال العقائد الدینیة والقومیة لهذه الشرائح . وبالنتیجة فإن تحلیل التطورات الحالیة فی المنطقة یدلل بوضوح على ان ظاهرة داعش او ما یسمى بالدولة الاسلامیة لم تکن فی الاساس نتیجة التطورات الاخیرة فی العراق وانما تنبع جذورها من العوامل الآنفة الذکر لاسیما تحقیر واذلال الشعوب نتیجة الاحتلال الاجنبی، هذا اولا، وثانیا ان هذه الظاهرة لا تعرف الحدود وبامکانها الانتقال بسهولة من مکان الى آخر مشابه کما نشاهد الیوم حیث اجتاحت هذه الظاهرة العالم الاسلامی من شرقه الى غربه . داعش فی مصر للمجتمع المصری تعقیداته الخاصة به ، ففی الوقت الذی نرى فیه الانفتاح والتسامح والتعامل المعتدل بین الازهر والکنائس القبطیة ، نجد هناک ایضا ومنذ القدم الارضیة الملائمة لنشوء التطرف فی اوساط الشرائح الاجتماعیة وغیر المعروفة فی مصر . وبعد الحضور النشط لداعش فی العراق وسوریا بدأ الحدیث بشکل ملموس وواضح عن احتمال وجود هذا التنظیم فی ارض الفراعنة ( مصر ) ، وحتى اطلاق تسمیات من قبیل " داهف – ای الدولة الاسلامیة فی الهرم وفیصل " وهما منطقتان کبیرتان فی القاهرة " او " داعش – ای الدولة الاسلامیة فی العمرانیة وشبرا " المنطقتین الکبیرین الاُخرین فی القاهرة " ظهرت الى الساحة فی هذا البلد . وکثر الجدل والنقاش بشأن قدرة داعش على الهیمنة على الجو الاسلامی للمجتمع المصری ومدى تمکنه من استقطاب الجماعات الاسلامیة المتعددة فی هذا الجو الى صفوفه . ویعتقد البعض ان التوجه نحو الانخراط فی داعش بدأ یخترق الحدود المصریة وهو فی طریقه الى التمدد داخل هذا البلد ،، ویرى هذا البعض ان الآلاف من المصریین یتعاطفون مع هذا التنظیم ولهم ادلة ووثائق على ذلک . فی مقابل ذلک یرى آخرون ان تواجد داعش فی مصر لا یحظى بقبول وان الحدیث عن هذا الامر لا یتعدى کونه مزحة او طرفة . ویعتقد هؤلاء ایضاً ان المخزون الطائفی التاریخی لدى الشعب العراقی وخیبة الامل التی منی بها مؤخراً اهل السنة من امکانیة الوصول الى السلطة والطبیعة الحادة التی تمیز العراقیین هی من اهم الاسباب التی ادت الى ظهور ونمو داعش فی هذا البلد . وعلاوة على ذلک ساهم وجود فلول وبقایا النظام البعثی السابق فی ظهور هذا التیار ، فی حین ان ای من هذه العوامل لا وجود له فی مصر ولهذا فإن الحدیث عن نشاط هذا التنظیم فی هذا البلد مبالغ فیه . وعلى الرغم من التباین بین الرؤیتین الآنفتی الذکر یبدو من خلال قراءة الواقع ان الارضیة اضحت مهیأة لنمو وانتشار تیار داعش فی مصر . ومن اهم الاسباب التی تدعو الى تبنی هذا الاعتقاد هو الانقلاب العسکری الذی حصل فی الثلاثین من حزیران / یونیو العام الماضی والذی اطاح بحکومة الاخوان المسلمین برئاسة محمد مرسی والتطورات التی اعقبت هذا الحدث والذی یعد العامل الاهم فی توجه القوى الاسلامیة التی منیت بالهزیمة وخیبة الامل نحو التطرف ودعم داعش . وعمدت الحکومة الجدیدة فی مصر الى اتهام معارضیها من الاسلامیین فی داخل البلاد بأنهم ارهابیون ولم تکتف بمنعهم من مزاولة نشاطاتهم ، بل قامت بقمع انصارهم ومؤیدیهم وشنت حملات اعتقال واسعة فی صفوفهم لا زالت مستمرة حتى الآن . ومن جانب آخر لم تفسح الحکومة المجال لای تشکیل او منظمة ثوریة لاستقطاب الشباب الاسلامی المحبط من هذه التطورات . ومن الطبیعی جداً فی مثل هذه الاجواء ان یتوجه قسم من الشریحة المؤمنة والشابة فی مصر للترحیب بتیار داعش المتطرف . ومن الاسباب الاخرى التی ساهمت فی تقویة داعش فی مصر هو اختلاف الرؤیة السیاسیة فی هذا البلد مع ترکیا بشأن موضوع الاخوان المسلمین والتقارب الذی حصل بین الحکومة المصریة وسوریا والذی یمکن ان یفرز تحدیات جدیدة بوجه القاهرة فی تعاملها مع الجماعات الاسلامیة المتطرفة ومن بینها داعش . ویبدو ان الحکومة الجدیدة فی مصر تشعر بالقلق ایضا ازاء هذه الاوضاع ویظهر هذا الأمر بوضوح من خلال اعلانها رسمیاً بأنها لن تقدم ای دعم عسکری للتحالف الدولی الذی تقوده امیرکا لمحاربة داعش ، وتأکیدها بأن الاولویة بالنسبة لها تکمن بتحقیق الاستقرار الامنی فی البلد ومحاربة الارهابیین فی شبه جزیرة سیناء . نشاطات داعش فی مصر تعد مصر من الدول المعرضة لخطر ارهاب داعش بسبب حدودها الطویلة مع لیبیا ووجود صحراء سیناء فی حدودها الشمالیة الشرقیة مع فلسطین المحتلة . وقد انتشر مؤخراً بیان یحمل توقیع " داعش مصر " وقد اثار جدلا فی الاوساط السیاسیة فی هذا البلد ، حیث اعلن هذا التنظیم عن نیته القیام بتفجیرات ارهابیة لاثبات وجوده فی مصر . وفی هذا الاطار یعتقد البعض ان عناصر داعش تمکنوا من دخول مصر عن طریق صحراء سیناء بالتعاون مع الجماعات المتطرفة فی هذه المنطقة ، وتشیر القرائن الى ان التفجیرات الاخیرة التی شهدتها سیناء قد نفذها هذا التنظیم . کما دعا هذا التیار انصاره ومؤیدیه فی مصر الى مهاجمة المدارس الاجنبیة والاساتذة الاجانب لاجبار جمیع الرعایا الاجانب ومن بینهم الدبلوماسیین على مغادرة البلد . واشارت السلطات المصریة على لسان المتحدث باسم وزارة الداخلیة الى وجود نحو 600 مصری یقاتلون حالیاً الى جانب داعش فی سوریا والعراق . کما رصدت عدداً من الاتصالات بین هذا التنظیم والجماعات المتطرفة فی مصر الا انها تقول انه لیس هناک ای وجود فعلی لهذا التنظیم داخل البلاد وان الوضع الامنی مسیطر علیه من قبل الاجهزة المختصة . وکشفت بعض المصادر الاعلامیة المصریة ان احدى الجماعات التکفیریة السلفیة التی تجند مقاتلین من داخل البلاد وترسلهم للالتحاق بداعش فی العراق وسوریا تعمل تحت امرة التیار السلفی بقیادة المدعو الشیخ حازم ابو اسماعیل ( ولهذا تسمى هذه الفرقة او الجماعة بالحازمیین ) . وکان ابو اسماعیل مرشحا لخوض انتخابات رئاسة الجمهوریة فی مصر عام 2012 وهو یقبع فی السجن فی الوقت الحاضر . وفی هذا المجال اعلنت القوات الامنیة المصریة مؤخراً انها اعتقلت شباباً لدى عودتهم من العراق وسوریا وهم یحملون معهم خططاً وبرامج تدریبیة عسکریة لاعداد وصنع العبوات الناسفة والمتفجرات . وبطبیعة الحال فإن الحکومة المصریة تبذل جهوداً اعلامیة حثیثة لتوجیه الاتهام لهؤلاء الشباب بالارتباط بتیار الاخوان المسلمین . ولا یفوتنی أن اشیر هنا الى ان العملیات الارهابیة والتفجیرات التی نفذتها الجماعات المعارضة للحکومة المصریة فی شبه جزیرة سیناء قد ازدادت بشکل ملحوظ منذ الاطاحة بنظام الرئیس المعزول محمد مرسی فی حزیران / یونیو العام الماضی والتی ادت الى مقتل وجرح العدید من منتسبی القوات المسلحة والامنیة المصریة فی هذه المنطقة . وترى الحکومة المصریة ان هذه التفجیرات والعملیات الارهابیة تمثل ادلة على وجود علاقة بین الاخوان المسلمین والجماعات التکفیریة فی سیناء . وفی الختام یمکننا التأکید على ان الاجواء التی تسود مصر فی الوقت الحاضر وفرت الارضیة المناسبة اکثر من ذی قبل لنمو التیارات المتطرفة فی البلاد بسبب الضغوط الکبیرة التی توجهها الحکومة الى الاسلامیین والاحزاب الاسلامیة فی البلد ، لاسیما وان التطرف والافکار الرادیکالیة ذات جذور تاریخیة فی مصر کما اشرنا الى ذلک فی نفس هذه المقالة . ومع ظهور داعش فی المنطقة وتحقیقه مکاسب فی العراق وسوریا باتت الارضیة مهیئة نفسیاً للالتحاق بهذا التنظیم من قبل الشباب " المتدین والثوری" فی الوسط السنی المصری وهی فی طریقها الى الاتساع فی المستقبل . ومن حیث المبدأ لایمکن مواجهة هذا التیار عن طریق اللجوء الى القوة العسکریة فقط ، ولابد من تهئئة الاجواء المناسبة للاسلامیین المعتدلین وهم کثیرون ولا حصر لعددهم لممارسة نشاطاتهم بحریة للحیلولة دون اتساع خطر داعش والتیارات المتطرفة الاخرى فی هذه المنطقة .
محمد إیرانی 2014/11/8
| ||
الإحصائيات مشاهدة: 3,727 |
||