صحــــوة الامــــة ویـــوم القـــــدس العــــالمی | ||
یوم القدس العالمی الذی اعلن عنه الامام الخمینی الکبیر لیأخذ موقعا مختلفا ومتمیزا هذا العام فی الوطن العربی والعالم الاسلامی والسبب یعود فی الواقع الى عاملین مهمین : الاول : انتشار الیقضة العربیة وشیوع الصحوة الاسلامیة فی اوساط الشعب العربی بما یؤسس لعالم مختلف ومتمایز سیظهر مدى قوة الشباب من جهة وتأثیر رأی الجمهور فی صنع الاحداث بعیدا عن انماط العمل النخبوی الثانی : اقتراب موعد هذا الیوم الاسلامی العظیم من موعد مخطط تصفیة قضیة فلسطین والذی یسعى الیه الثنائی الصهیونی الامریکی بتواطئ عربی فی الخریف المقبل وذلک من خلال لعبة عرض الدولة الفلسطینیة الناقصة الخلقة والسیادة و المفرغة من الاستقلال الناجز على الامم المتحدةوعلیه فان المراقبین والمحللین السیاسیین یعتقدون بان رقعة انتشار اقامة مراسم هذا الیوم العالمی ستنتشر هذا العام بما یشمل دولا جدیدة شملتها الیقظة الاسلامیة والصحوة العربیة بقوة ستکون مصر فی طلیعتها بالاضافة الى تونس العزیزة هذا کما یعتقد بان وازع اقامة مثل هذه المراسم سیکون عاملا اضافیا فی تاجیج الانتفاضات الثوریة وتعمیق مطالبات الرای العام فی البلدان التی تشهد الحراک الشعبی الثوری ضد الاستبداد والفساد والتبعیة للاجنبی من جهة اخرى فانه یمکن القول بان جماهیر الامة العربیة والاسلامیة عموما قد وصلت الى درجة من الوعی والقناعة بانها قادرة على التاثیر اکثر فاکثر فی تحدید مسارات مستقبل بلدانها فی خط مواز لخط المواجهة مع العدو الصهیونی والهیمنة الغربیة ولیس فی خط مناهضة الاستبداد والفساد فحسب , وذلک بعد کل الذی مر علیها خلال الستة شهور الماضیة من عمر الصحوة الاسلامیة والیقظة العربیة , وما تخللها من محاولات قرصنة هنا او هناک او تحریف او تضلیل وخداع فی هذه الساحة او تلک , ما سیجعل القضیة الفلسطینیة تقفز الى الواجهة اکثر من ای وقت مضى ویوم القدس العالمی یوما اکثر أهمیة واعمق رمزیة فی معترک الصراع .ولما کان یوم القدس العالمی یلخص بکثافة ورمزیة کبیرة اهم مفاصل صراع الاجیال العربیة والاسلامیة مع المستعمر والطامع الاجنبی بثروات ومقدرات بلداننا فان المتوقع ان یاخذ هذا الیوم المقدس فی هذا العام بعدا رمزیا نضالیا وجامعا اکثر فاکثر .وستثبت الایام فی هذا العام ربما اکثر من ای عام آخر بان ما ذهب الیه الراحل الکبیر الامام الخمینی رضوان الله علیه بان الامة قادرة على تلقین نفسها بانها قادرة وستکون بالفعل قادرة على الفعل والقیام بواجباتها النضالیة کما ینبغی . هذا کما ستکون مناسبة هذا الیوم المقدس فی ظل توهج الثورات العربیة یوما آخر من ایام تفسیر وترجمة الآیة القرآنیة الشریفة : " ان الله لایغیر ما بقوم حتى یغیروا ما بانفسهم " وذلک عندما سیروا بانفسهم کیف صار باستطاعتهم ان ینزلوا الى الشارع ویخلعوا الحاکم التابع للاجنبی والحاکم الفاسد والمستبد , بل ویطیحوا بالکنز الاستراتیجی للصهیونیة العالمیة کما وصفت تل ابیب حاکم مصر المخلوع حسنی مبارک بل ویضعوا هذا الفرعون المتعالی والمستکبر فی قفص الاتهام فی اطار محاکمة العصر الکبرى ! انه التحول الاکبر والاهم فی تاریخ امتنا العربیة والاسلامیة عندما سنری شباب مصر ینزلون الى الشوارع لیحیوا یوم القدس العالمی وفرعون مصر وراء القضبان لیس بمقدوره الدفاع عن نفسه فما بالک عن منع قیام مظاهرات شعبیة دفاعا عن القدس ناهیک عن تطبیق معاهدة الذل والخنوع على شعب مصر العظیم بعد ان قرر رفع رایة العزة والسؤدد والکرامة على ارض الکنانة وهبة النیل الکبرى ! وهکذا هو الامر فی الیمن العزیز کما فی تونس الحرة والبحرین المتمنعة على الخضوع والارتهان فضلا عن لبنان المقاومة والتصدی والصمود وسائر اقطار الوطن الاسلامی الکبیر من طنجة الى جاکارتا !سیکون یوما اغرا بالتاکید ستظهر فیه جماهیر الامة العربیة والاسلامیة اکثر قوة واکثر انسجاما واکثر فاعلیة على الساحات وستلعب دورا فاعلا فی وأد المخططات الجدیدة المعدة لهذا العام من اجل اسقاط حق العودة وطمس معالم فلسطین التاریخیة الکاملة من النهر الى البحر من خلال مسرحیة طرح قیام الدولة الفلسطینیة على منبر الامم المتحدة بهدف انهاء الصراع العربی الصهیونی وتصفیة قضیة فلسطین !ان یوم القدس العالمی هذا العام سیکون له نکهة مختلفة فی کل الاحوال وستکون الناس فی الشوارع مرفوعة و سیکونا الهامات کما هی العادة لکنها ایضا فاعلة فی صنع القرار الاقلیمی والدولی وهو ما یحصل لاول مرة فی تاریخ الصراع العربی والاسلامی مع الصهیونیة العالمیة لان هذا العام ستظهر فیه الامة اکثر وعیا واکثر ثباتا واقوى وافعل من ای عام مضى بعد الانتصارات الکبیرة التی حققتها فی مجال ازاحة الغشاوة عن کثیر من اطیاف الشعب العربی فی مختلف اقطار الوطن الکبیر لاسیما مصر قاهرة المعز التی ابت الا ان تسقط کامب دیفید عملیا من خلال اسقاط فرعون العصر نفسه معها ! فهنیئا للامام الراحل الکبیر وهنیئا للامة وهنیئا لکل من ساهم وسیساهم فی ابقاء شعلة النضال وهاجة من اجل فلسطین والقدس القضیة المرکزیة للعرب والمسلمین ولنمضی الى الامام فی احیاء یوم الاسلام ویوم الدین الاکبر ویوم الاحرار فی العالم اجمع ! محمدصادق الحسینی
| ||
الإحصائيات مشاهدة: 2,674 |
||