یــوم القـــدس یــوم تحریر الوعی فی مواجهة مسح الذاکرة | ||
یعیش العالم العربی والاسلامی والدولی وقوى التحرر منعطفـاً حرجـاً فی ظل اشتداد وتیرة الأزمة على وقع مخطط الشرق الأوسط الجدید الذی من شأنه تعزیز العدو الصهیونی ودولته المزعومة على حساب الحقوق العربیة والمقدسات الاسلامیة ، کل ذلک تحت وطأة الحرب المفتوحة اقتصادیاً وأمنیاً، عسکریاً وسیاسیاً، ناهیک عن الفوضى الخلاقة التی ترسم حدود الصراع من جدیـد بتعزیز العصبیات والمذهبیات والفتن المتجولة لیحل الهم الخاص وتتلاشى القضایا المصیریة فی زمن اعلان یهودیـة الدولـة الاسرائیلیة وإبعاد من تبقى من الشعب الفلسطینی خارج حدود 1948 حتى قبور ومراقد الأجداد ، والولایات المتحدة الامریکیة تزود العدو الصهیونی بالمزید من سلاح الفتک والقتل المحـرم دولیاً حتى قیل ان اسرائیل هی أکبر حاملة طائرات أمریکیة فی العالم ، کل ذلک یجری والأنظمة العربیة فی حالة سبات شتوی لا یشغلها عن حیاة البذخ والثراء وممارسة الظلم شیء حتى المقدسات باتت فی مجاهل النسیان وکأن العدو نجح فی محو الذاکرة وشل حراکنا ووعینا ، أمـا دول الممانعة من سوریـا الى ایران فهی عرضة للمؤامرة ومحاولـة خلق الفتن ، لذلک أمام هذه التحدیات الجسام ومن أجل غـد واعد فإن کل دعوة لتحریـر الأرض وحفظ المقدسات بات ضرورة فی زمن الردة والتخلی ، ولا یسعنا إلا أن نحی الاخوة فی الجمهوریـة قائداً ومسؤولین على الجهـود التی یبذلونها على مستوى الاحیاء الثقافی والفکری ودعم قوى الممانعة للعصر الاسرائیلی تحریراً للوعی ولإبقاء هذه الشعلة حیـة ، ولأن الحدیث عن الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة ، ولأن الحدیث عن فلسطین والقدس ، ولأن الحدیث عن ضرورة التنبه لمخاطر المؤامرات الخارجیـة والداخلیـة فلا بـد من الوقوف طویلاً أمام عطـاء الامام الخمینی قدس سره والشعب الإیرانی ، هذا العطـاء وهـذا الجهـاد الذی أوقف الانهیـار وأنعش الثقـة بالنفس وأعـاد الحیاة لروح المقاومـة فی وجـه اسرائیل من أجـل تحریر القدس . ان انتصار الثورة الاسلامیـة الایرانیـة بقیادة الامام الخمینی أدخل المنطقة والعالم فی متحول لا زالت مفاعیله تتردد حتى الآن وبکل بساطة یمکن أن نؤرخ للعالم ما قبل الامام والثورة ومـا بعـد الامام حیث المتغیرات على صعید الشـرق والغرب وخاصة اسرائیل حیث کانت سیاسة الشاه تشکل رافعة اقلیمیـة للکیان الصهیونی الغاصب لفلسطین الى جمهوریـة ترى مع الامام الخمینی أن اسرائیل غدة سرطانیة ینبغی اجتثاثها الى جمهوریـة داعمة للشعب الفلسطینی ولقضیة فلسطین کأولویة لإرساء الحق والعدل فی العالم . ان هذا الانتصار ما کان لیتحقق لولا التضحیات الجسام لمن عبروا من شهداء وجرحى ومعوقین ، لولا الأجساد التی ألقـی بها فی بحیرات الملح ومن فوق سطوح الأبنیـة ، لولا الأقدام التی ساحت منها دماء على ید الجلادین وهم یدعون اللهم ثبت أقدامنا . ان الممارسات الاجرامیة لشاه ایران لم تخف الامـام وصحبـه والشعب الایرانی الثائر فکانت العروض تلو العروض قبل وبعد 5 حزیران 1963. " ایها الامام لک ما ترید شرط أن لا تتعرض للشاه أولاً وأن لا تتعرض لأمریکا واسرائیل ثانیاً ، أن لا تذکر أن مصیر الأحرار والمستضعفین فی خطر " . فکان الرد وهـل نحن وعاظ السلاطین ؟ فإذا سکتنا عن کل هـذا فما هـو مبرر وجودنـا ؟ ثم کان هناک مطلب آخـر للشاه وجلاوزته إذا شئتم النیل منی لکن ایاکم انتقاد ومحاربة امریکا واسرائیل ، هنا یکمن جوهر الموضوع . الثورة الاسلامیة الایرانیة کانت عابرة فی أهدافها لمطالب معیشیة شعبیة الى ما یهم العالم أجمع لتحریـر الوعی لتحطیم جـدار الفصل عن قضایـا الأمـة الاسلامیـة والعربیـة لتحویل ایران من حارس اقلیمی لمصالح امریکـا واسرائیل ، الى ایران المعنیـة بتحریـر فلسطین والقدس الشریف عنوانـاً . والامام الخمینی یقول ان احساس الشعب الایرانی اتجاه مشکلة فلسطین وأی قضیة عربیة لا یقل إطلاقاً عن احساس العرب أنفسهم . وان مسألـة القدس لیست مسألة شخصیـة ولیست خاصة ببلد ولا هی مسألة خاصة بالمسلمین بل هی قضیة کل المؤمنین فی العالم السالفین منهم والمعاصرین . والامام الصدر ایضاً یصدح باسم الله ذریـة بعضها من بعض لیقول عندمـا یتنازل الانسان المسلم او المسیحی عن القدس فهو یتنازل عن دینه . ان القدس هـی قبلتنـا وملتقى قیمنـا وتجسـد وحدتنـا ومعـراج رسالتنـا ، انها قدسنا وقضیتنا . ان فلسطین هی المکون الجمعی للعرب والمسلمین والأحـرار فی العالم ، فلا مستقبل لأوطاننـا مـع الاحتلال الاسرائیلی ولا استقـرار مع اغتصاب القدس الشریف وان شرعیة أی نظام عربی أو اسلامی أو حـر فی هذا العالم تبدأ من الموقف الواضح من العدو الصهیونی وقضیة فلسطین ویأتی السؤال لماذا یقف البعض فی وجه الجمهوریـة الاسلامیة الایرانیة ؟ لماذا یصورونها أنها الخطر الأکبر ؟ هل یعقل أن تتم تعبئة شعوب بعض الدول العربیة والاسلامیة ، انـه بعد الخطر الایرانی لا یوجد خطر إنمـا هذا یأتی متساوقاً مع موقف هذه الأنظمـة من اسرائیل التی تبرر اجرامها. لقد اعتبر الامام الراحل السید روح الله الموسوی الخمینی قدس سره أن آخر یوم جمعة من شهر رمضان المبارک هو یوم القدس العالمی انسجاماً مع تفاعل المسلمین مع معانی هذا الشهر فی إطار تربـوی یضع الانسان أمام مسؤولیاتـه وواجباته فی مواجهة الشرور التی تستهدف حاضره ومستقبلـه بعـد أن استهدفت ماضیـه وتأتی قضیـة القدس فی أولى الاهتمامات فی إطار الدفاع عن المقدسات من جهة وجبه الظلم والظالمین من جهة أخرى، ولکی تبقى القدس من الأقصى الى قبة الصخرة ، الى کل ذرة من التراب المفعمـة بعبق دماء الشهداء الذین تصدوا للمتربصین بالأرض والانسان وهذا یعنی کل الأحرار فی العالم لأن المقدسـات فی فلسطین کلها تحت دائـرة التصویب الصهیونی من کنیسة القیامة الى الحرم الابراهیمی الى المسجد الأقصى الى قبـة الصخرة ، ومن نافلة القول ان استهداف الحجر والمکان لا یستثنی استهداف البشر، بـل یأتی استهداف البشر مقدمـة للنیل من المقدسات، من هنا جاءت الاعتداءات الصهیونیة بأشکال مختلفة :
1- الاستیطان لتأمین غلبة مطلقة للیهود لتحقیق أقلیـة عربیة وهذا الاعتداء دأبت علیه حکومات العدو منذ احتلال القدس الغربیة .
2- التنکیل بالمواطنین ووضع العوائق الکفیلة بمنع مقومات العیش الکریمة من لقمة العیش الى السکن اللائق الى المدرسة والجامعة ، الى حریـة الحرکة إضافـة الى المبالغ الخیالیـة التی تقدمها منظمات استیطانیـة لأصحاب البیوت والأراضی والتی تواجه بالرفض من قبل الشعب الفلسطینی بالرغم من الظروف الصعبة التی یعیشونها ، وکذلک عدم السماح ببناء مدارس جدیدة ومعاهد أو جامعات حتى أن ترمیم المبانی المدرسیة فی القدس من الممنوعـات بحجة الترخیص یحتاج الى سلسلة طویلة من تواقیع المسؤولین الصهاینـة حیث أن الاجراءات تترنح عند أول مسؤول ویطویها النسیان حتى أن التسرب المدرسی بلغ عشرة بالمئة ابتداء من المرحلة الابتدائیة .
3- المراکز الثقافیـة والفکریـة ومکاتب الدراسات عرضة للملاحقـات واقفال معظمها.
4- حتى أداء واجبات الصلاة داخل الحرم القدسی یحتاج الى عنـاء کبیر وترخیص وتفتیش وتمارس على المصلین ممارسات ارهابیة باستخدام العدو للکلاب والخیل والهراوات، إضافة الى الاعتقالات شبـه الدائمة للشباب الذین یتوجهون لأداء فریضة الصلاة حتى ممارسة الطقوس الدینیـة والعبادة التی هی حق طبیعی من حقوق الانسان فی القرن الواحـد والعشرین کل ذلک على مسمع ومرأى من العالم .
5- منع تقدیم المساعـدات والاعانات لترمیم الحـرم القدسی، أو حتى تأمین الحد الأدنى لفرق الخدمـة داخل الحرم حتى ولو جـاء عبر منظمات دولیة أو دول ترغب فی الدعم إلا عبر الأردن وبشکل محدد حسب اتفاقیـة وادی عربة بین الاسرائیلین والاردنیین .
6- فی ظل هذه الممارسات وذلک الحرمان للقدس لشعبها الأبی یظهر جلیاً الاهمال العربی الرسمی مقابل الاهتمام الرفیع للصهاینـة بتسعیر وتیرة الاستیطان أفقیاً وعامودیـاً وبکلفـة لا تقل عن ملیار ومئتی ملیون دولار سنویاً حتى قیل ان تقدیمات یهودی واحـد فی سنة یفوق مـا قدمته منظمة المؤتمر الاسلامی خلال أربعین سنة . إن حقیقـة الاهتمام العربی والاسلامی یدعم قضیة القدس یأتی خجولاً وهامشیاً إزاء التحدیات الکبرى بالرغم من اعتماد القدس عاصمة للثقافة للعام 2009 .
ان الواقعیة السیاسیة التی تحاول الأنظمة الایحاء بها کضرورة لها هی ذاتها التی تسهم فی تمادی العدو الاسرائیلی للنیل من مقدساتنـا من خلال الرضوخ للضغوط الدولیة على العرب تحت طائلة السلام فی المنطقـة لیتفهم العالم وفی طلیعته الولایات المتحدة الأمریکیة هواجس اسرائیل فتتفهم الأنظمة هواجس الأمریکی ، وبالتالی کرت سبحة التنازلات حتى لم یبـق مـا یمکن المساومـة علیـه لا کبیرة ولا صغیرة فتم تسویق المفاوضات الثنائیة بدل الموقف العربی الموحد وهذا الأداء جاء لیقدم خدمة مجانیة للعدو الاسرائیلی ویکون ذلک بمثابة حصار فعلی للمقاومة ولسوریـة ولکل دول الممانعـة کالجمهوریة الاسلامیة الایرانیة ، وباتت الأجندة تحمل أولویات کل دولة على حدة ، مما جعل القوة العربیة فی حالة من انعدام الوزن وباتت الخیانة وجهة نظر لا أکثر ولا أقل وذلک لا یستوی على قواعد أخلاقیة وحتى شرعیة شرعـة حقوق الاقلیم المحتل والاعتراف بموقف مقاوم للشعب المحتلة أرضه ، والسؤال الذی یطرح نفسه مـا الذی یبرر لأی کان أن یتنازل عن الحقوق العربیـة والمقدسات، فإذا کـان الواقع محکوم بالعجز عن التحریر فهل نضبت خیرات الأمـة وامکانیات الأمة وهل ان عدم المقدرة على التحریر یسوغ لأی کان أن یتنازل عن الحق بحجة عدم المقدرة على انتزاعه ، إن الأجیال القادمة کفیلة باستنهاض الواقع لأجل غد واعـد فکیف یمکن لأی قائد أو زعیم ملکاً کان أم رئیساً أمیراً أم وزیراً ، منظمات أم هیئـات ، کیف یمکن لهم أن یسلبوا حتى الأجیال القادمة من أحلامهم ، فهذا إن دل على شیء فإنما یدل على تقیید الوعی حتى الغیبوبة ، ومن یصدق أن ما یحصل للمقدسات العربیة خاصة القدس انـه تطور طبیعی ؟ والمشکلة تکمن بعدم تفعیل آلیات الدفاع والتطویر والتنمیـة والمساندة من جامعة الدول العربیة التی لم یعـد لا حول لها ولا طول ویحاول القیمون علیها أن یشیروا الى الأخطاء فی السلوک السیاسی بالمناشدة لتخفیف حرکـة التسرع فی عملیة التطبیع مع العدو الاسرائیلی بعد التخلی من قبل العدید من الأنظمة عن المسلمات التی یفترض أن فلسطین محتلة من قبل عدو وأن تحریرهـا أولویـة کبرى ، وما اللهاث وراء السلام المزعوم على قواعد اسرائیلیـة انتزعت من العرب عناصر القوة والمراقب یلاحظ مدى الاهتمام الهامشی بالمقدسات وبالتحریـر فتدحرج الشعارات سیؤول حتماً الى کارثة نصنعها بأنفسنا لتنعش العدو الاسرائیلی لأنـه لا خیر فی حق لا تدعمه قوة والأزمـة تلد الهمة ، فمن شعار لا اعتراف لا صلح لا مفاوضات الى الأرض مقابـل السلام الى السلام مقابل السلام الى دفـع ضریبـة السلام حتى بعـد أن أثنیت الوسادة للعدو الصهیونی هذا السلوک اللامسؤول سیحمل جائـزة للصهاینـة تخولهم الحصول على الأرض والسلام على طریقتهم ، ویبقى السؤال أین هی مقومات النهوض وهل عدمنا الوسیلة باستطاعـة المتابع ان یقول بدون مغامرة ، ان الامکانـات متوفرة وطاقات الشعوب متوهجة ولکن کما أن هناک حراس لصحوتنـا أعنی بذلک المقاومة ، الدول الممانعة . هناک أیضاً جلادون على یدیهم تبدد طاقات الأمة وامکانیاته للقضاء على أی بارقة نهوض کالتآمـر على دول الممانعـة وغیرها أو حتى حصار المقاومة والمقاومین وزج الأصوات التحرریـة فی السجون حتى شل کل سواعـد العزیمة الهادفة لتأطیر جبهة المقاومـة الحقیقیة للعدو الصهیونی المتمادی منذ اغتصاب فلسطین ومجازر جیش العدو وعصاباته تزید نوعـاً وکماً داخل فلسطین وخارجها من دیر یاسین الى کفرقاسم الى مجزرة صلحا الى مدرسة بحر البقر الى قانا الأولى والثانیة الى صبرا وشاتیلا الى عدوان تموز 2006، واما قوة الجیش الاسرائیلی ففی ازدیاد مطرد وما یقال على أن اسرائیل هی عبارة عن جیش عنده دولة حقیقـة لا یمکن تجاوزهـا فالدعم الخارجی والداخلی الصهیونی لزیادة امکانیات الجیش الصهیونی على قـدم وساق أمام هذا المشهد نجـد حالة التراجع بل والتخلی بالتمسک بعملیـة السلام المزعومـة ، فالمقدسات تستغیث والاستیطان مستمر والدولـة الیهودیـة ماضیـة فی تمریـر مخططاتهـا فمن یجیب ؟ فمنظمة المؤتمر الاسلامی التی تأسست عام 1969 بعد شهر تقریباً من حریق المسجد الأقصى بتاریخ 21 / 8 / 1969 وکـان الاجتماع الأول الذی طرح فیه ضرورة الدفـاع عـن شرف وکرامـة المسلمین المتمثلـة فی القدس وقبة الصخرة وذلک کمحاولة لایجـاد قاسم مشترک بین المسلمین حیال هذه القضیـة بلغ اعضاء المؤتمـر سبع وخمسون دولة للأمانـة العامة اختارت جدة مقراً لهـا بانتظار تحریر القدس مع الأسف الشدید فإن صغرى المنظمات الصهیونیة قدمت من سنة واحدة أکثر ما قدمته منظمة المؤتمر الاسلامی على مدى اربعین عاماً . أما امکانیات الدول العربیـة یخجل المرء أن یذکر على الملأ کیف تبدد الامکانیات المادیة سأضع أمام القارىء مـا ذکرته جریدة السفیر اللبنانیة حول احتفال الفاتح من سبتمبر بمناسبة مرور اربعین سنة على اعتلاء معمر القذافی سدة الحکم فی لیبیا ، یقول الخبر الموثـق بالصور بتاریخ 3 أیلول 2009 صفحة 20 تحت عنوان : هنئیـاً للیبیا 800 راقص وراقصة من سائر انحاء العالم قدموا عروضاً فی العاصمة اللیبیة وطرابلس فی ظل مـا قیل أنها أکبر خیمة فی العالم نصبت خصیصاً لاحتفالات الذکرى الأربعین لثورة الفاتح التی أوصلت الرئیس معمر القذافی الى الحکم ، وقیل أن مصممی العرض الفرنسیین تقاضوا على لیلـة واحدة 30 ملیون جنیه استرلینی من دون ذکـر کلفة المسرح الذی أتم للمناسبة . هذا مـا أعلن ، فماذا عن الذی لـم یعلن وسط صوم الجیـاع المحاصرین فی غزة والقدس ، ومن یسأل ؟؟؟ إن قداسة الأرض وفداحة الخسائر یحث المرء أمام هذا المشهد لیبحث وسط الظلام الدامس لیبحث عن بارقـة خلاص وعن مخلصین لیأتی نداء الامام الراحل السید روح الله الموسوی الخمینی الصرخة المدویة فی بریة العالم المتحضر وفی محاضر جمعنا أن یکون یوم الجمعة الأخیر من شهر رمضان المبارک یوماً للقدس العالمی لعل العالم یتذکر بین أن تکون الأرض المقدسة والقدس الشریف ذکرى أو ذاکرة بل أرادهـا الامام أن تکون ذاکرة للأجیال توجه المسلمین والأحرار فی العالم للعمل بمسؤولیـة عظمى من أجل المقدسات لدرء خطر التهوید لتبقى کنیسة المهـد والحرم الابراهیمی والأقصى وقبة الصخرة وکل مشعر من المشاعـر عامل توحید بین المذاهب والطوائف لیبقى العیش الاسلامی المسیحی معبراً لتحدی جموح سلوک الصهاینة الآیل للتهوید . هذه القضیـة کان لها حضورهـا ولا زال فی فکـر الامـام المغیب القائد السید موسى الصدر وحرکته التی لم تهدأ فهو الذی عمل وقال وفعل : " القدس أولى قبلتنا وملتقى قیمنا وتجسید وحدتنا ومعراج رسالتنا " " وإن شرف القدس یأبى أن تتحرر إلا على أیدی المؤمنین الشرفاء " وأخیراً منذ منتصف القرن التاسع عشر أکد منظروا الحرکة الصهیونیـة للیهود فی العالم إن هدفهـم احتلال القدس وجعلها عاصمة لاسرائیـل لأن القدس قـد تحرک مشاعـر الیهـود باتجاه المدینـة المقدسة ، وهکذا بعـد أن کان الیهود أقلیـة فیها تصاعد النمو السکانی من الیهود فی القدس على الشکل التالی : 29% عام 1921 الى 34 % عام 1931 ، الى 40 % عام 1944 حتى وصلت الى 60 % عام 1947 ولا تزال وتیرة الاستیطان تتصاعد حتى الیوم ، إضافـة الى سیاسة الفصل العنصری " الأیرتهاید " . أمام هذا الاصرار الصهیونی ، هل یبقى إلا لیتذکر العالم هذه الکارثة وهل من مبرر للتراجع ، وماذا نسمی حصار أنظمة الواقعیة السیاسیة لدول الممانعـة والمقاومة ومن یمت لها بصلة القربى ولو من الدرجة العاشرة . فی یوم القدس العالمی ، تحیة وفاء واکبار للامام الراحل السید روح الله الموسوی الخمینی تحیة اعتزاز وفخر للامام القائد السید موسى الصدر الذی عاش لقضایا الحق والعدل لصیانة الأرض والانسان للمقاومة . تحیة لکل مقاوم شهید ومن یترسم درب المقاومة . تحیة للمعتقلین فی سجون العدو . تحیة للصائمین تحت الحصار فی غزة وسواها . وأمل بنصرالله وعودة الامام الصدر الذی قال : فلیفکر الأشقاء العرب بما عندهم من ثروات وأرض وقوة وبمـا لدیهم من تراث ودین وحضارة وقیم ، اقول لهم ان کل شیء لکم مهدد ولعل المناسب إعادة التذکیر ببیت الشعر العربی الى الخلیفـة العثمانی بمناسبـة الهجوم على بلاد الأندلس وتعرضهـا لضغط السقوط وهـو بیت قصیدة الاستنجاد یقول الشاعر : أدرک بخیلک ارض الله أندلسـاً فإن رسم الهدى والدین قد درسـا یوم القدس لتحریر الوعی فی مواجهة محاولات مسح ذاکرتنا وتکبیل أیدینا . عضو هیئة الرئاسة لحرکة أمل
بقلم د.خلیل علی حمدان | ||
الإحصائيات مشاهدة: 4,380 تنزیل PDF: 3 |
||